الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

اطفال تحدوا الاعاقة

قصة 130 اردنيا تحدوا الاعاقة للعبور الى الحياة من منا لا يسمع عن قصص نجاح حققها ذوو الاحتياجات الخاصة من مختلف الفئات؟ لقد قرأنا ورأينا وسمعنا عن كثيرين تحدوا إعاقتهم واثبتوا بأنهم قادرون على التميز والإبداع، ولكن هل سمعنا عن معاقين عقليا تمكنوا من إثبات أنهم إذا ما تلقوا الرعاية الصحيحة والتأهيل المناسب قادرون على تحدي إعاقتهم والوصول إلى قمة الإبداع والتميز.
هذه قصص لأناس لديهم إعاقات عقلية استطاعوا أن يثبتوا للمجتمع بأنهم يستطيعون أن يتأهلوا ويتدربوا ويصبحوا أعضاء فاعلين قادرين على الانخراط كغيرهم من الأفراد إذا أتيحت لهم الفرصة.
اخذ مركز الكرك للرعاية والتأهيل الذي تأسس عام 1991 على عاتقه تغيير الصورة السلبية عن هذه الفئة وذلك من خلال الخدمات والبرامج التي يقدمها عبر إدارة ناجحة وموظفين نذروا أنفسهم لخدمتهم وإيصالهم إلى بر الأمان حيث تبدد الحرمان واستؤصل الحزن وهجرهم البكاء وعرفوا الضحك، فقدوا الحنان ولكن لم يلبثوا أن وجدوه.
عاشوا سنوات من الهم والحزن والقهر لكنهم وجدوا من عوضهم عن كل هذا عندما انتسبوا إلى هذا المركز حيث وجدوا الطعام واللباس والعناية الصحية، ووجدوا الحنان وأصبحوا كغيرهم من أبناء هذا الوطن، عندما فقدوا والديهم فلم يكونوا يعلمون بان هنالك وطنا كبيرا وأشخاصا عاهدوا الله وأنفسهم ليكونوا مكان آبائهم وان يسدوا رمقهم واحتياجاتهم.
“الحقيقة الدولية” زارت مركز الكرك للرعاية والتأهيل التابع لوزارة التنمية الاجتماعية وكان اللقاء الأول مع مدير المركز فيصل الضمور والذي بين أن
المركز تأسس عام 1991، حيث يخدم جميع محافظات المملكة فيما بلغ عدد النزلاء فيه نحو 130 نزيلا، مبينا ان المركز يعتني بعدة حالات منها التخلف العقلي البسيط والمتوسط والشديد بالإضافة إلى إعاقات أخرى مثل الإعاقات الحركية والسمعية وينتفع من هذا المركز يتيم الأبوين الذي ليس له معيل، كذلك حالات التفكك الأسري وحالات مجهولي النسب.
وأضاف: كما يقدم المركز مجموعة من الخدمات تمثلت بما يلي: برامج العناية الذاتية والبرامج الأكاديمية، التدريب الزراعي وتربية الحيوان، الأشغال اليدوية والخياطة، الفن والرسم، استغلال المواد التالفة وإعادة تدويرها بالإضافة إلى العلاج الطبيعي والتأهيل المجتمعي، الرعاية الصحية، خدمات الطعام والشراب.
ولفت الضمور إلى أن نزلاء هذا المركز أمضى قسم منهم أكثر من ثلاث سنوات وأن لديهم أكثر من 460 حالة قيد الانتظار مبينا أن المركز لا يستوعب أكثر من 120 حالة فقط، الأمر الذي دفع بهم لقبول 10 حالات إضافية مما أدى إلى ضيق المكان حيث يجري العمل حاليا على توسعة المبنى لاستيعاب تلك الحالات.
وبين الضمور أن عدد العاملين في المركز 112 موظفا منهم أخصائيو علاج وفنيون وإداريون كما يقدم هذا المركز لنزلائه خدمات الرعاية والتأهيل.
أما فيما يتعلق ببرامج الرعاية، فقد قسمت إلى قسمين: الأول: برامج الحياة اليومية٬ والآخر: برنامج الاندماج في المجتمع المحلي.
وبين الضمور ان المركز يقدم لنزلائه الملابس والغذاء والرعاية الصحية المستمرة والتدريب٬ لافتا إلى استحداث قسم للإناث، وقسم للذكور، حيث تبدأ أعمار النزلاء من سن السابعة وحتى الخمسين، وبلغ عدد الذكور في هذا المركز 76 شخصا، أما عدد الإناث فيبلغ 54 فتاة من مختلف الأعمار.
أما عن المشاكل التي تواجه المركز قال الضمور “هنالك مشاكل متنوعة واغلبها من الأهالي، حيث إننا نقدم كل ما هو مطلوب للنزيل ونجد الشكاوى تنهال على المركز وتلفق إلينا التهم والتي نحن منها براء، وإنني من خلال جريدة الحقيقة الدولية أوجه دعوة لكل أبناء الوطن وأهالي النزلاء لزيارة المركز للاطلاع على الخدمات المميزة والرعاية الصحية الجيدة لهذه الشريحة التي أراد لها الله أن تكون هكذا”.
وأضاف: هنالك مشاكل أخرى تتمثل في عدم وضوح التقارير الطبية للنزلاء حيث ان التشخيص غالبا ما يكون خاطئا، فنضطر إلى إعادة فحص النزيل وتشخيص حالته مجددا.
وبين الضمور أن الكلفة الشهرية للفرد في هذا المركز تصل إلى 230 دينارا في الوقت الحالي بعد ترشيد الاستهلاك موضحا أن خدمة الطعام في المركز هي خدمة فندقية، وعلى مدار الساعة حيث بلغت النفقات السنوية لهذا المركز أكثر من 350 ألف دينار. وأضاف: أما الخدمات المقدمة للنزلاء في المركز كالأنشطة فقد تم إعداد صالات رياضية وصالات ترفيهية حيث يتلقى النزلاء تمرينات رياضية تساعدهم على تحريك الأطراف والتمييز، كما يوجد قسم العلاج المائي الذي يقوم بمعالجة آلام الأعصاب من خلال عمل مساج اعد خصيصا لهذه الغاية.
كما يقوم المركز من خلال برنامج التأهيل المجتمعي بدراسة الحالات المرسلة إليه واخذ تفصيلات شاملة عن الإعاقات الموجودة في الأسرة وخاصة العامل الوراثي فيها، حيث تم فتح عيادة صحية، وصيدلية مغطاة من قبل ممرضة من المركز وطبيب يزور المركز بالتعاون مع مديرية صحة الكرك تعمل أربعا وعشرين ساعة.
“الحقيقة الدولية” التقت ثناء الهلسا وهي مقعدة وتحمل بكالوريوس لغة انجليزية وآداب وتعمل في هذا المركز منذ 15 عاما وهي حاليا مساعد المدير لقسم الإناث فذكرت أن المركز أنشئ خصيصا لخدمة الإعاقات العقلية وأنها كرئيسة لقسم الإناث تقوم بإدارة القسم وتقوم كحلقة وصل بين إدارة المركز والقسم، كما تقوم بالإشراف على تنفيذ برامج القسم وتنسيق العمل بالقسم الخاص بالإناث.
وأكدت أنها لم تجد أي صعوبة في إدارة الأعمال وذلك من خلال خبرتها الطويلة التي مكنتها من التغلب على كافة مشاكل العمل والنزيلات، حيث تقوم بدور الأم للنزيلات من خلال تقديم النصح والإرشاد، وتعديل السلوك للبعض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق